تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٧
توبة وللكافر إسلام وللأعزب زوجة وإن كان الرائي مخاصما دل على قهره في مخاصمته وربما دل دخول مكة على الامن من الخوف، ومن رأى أنه خرج إلى مكة ليحج فإنه يرزق الحج إن شاء الله تعالى وإن كان مريضا فإنه يطول مرضه وربما مات منه ودخل الجنة، ومن رأى أنه نزل بمكة في منزل قد نزله قبل ذلك فإنه يلي سلطانا قد وليه مدة أخرى قبل ذلك، ومن رأى أنه مجاور بمكة فإنه يرد إلى أرذل العمر وإن رأى أنه بمكة مع الأموات فإنه يموت شهيدا ومن صارت مكة داره أقام بها وقيل من رأى أنه في مكة يزور الكعبة ومن توجه إليها بسبب التجارة لا غير فإنه يكون حريصا على الدنيا، ومن رأى أنه في طريق مكة فإنه يحج ومن رآها وهي مخصبة فهو خير ومن رآها مجدبة فضد ذلك.
مدينة النبي صلى الله عليه وسلم: من رآها في المنام ونزل فيها فهو حصول خير في الدين والدنيا، ومن رأى أنه واقف بباب الحرم أو بباب الحجرة فان ذلك توبة ومغفرة وقيل رؤيا المدينة المنورة تؤول على سبعة أوجه (1) أمن ومغفرة ورحمة ونجاة وفرج من هم وطيب عيش.
مدينة: من المدائن من رأى في المنام أنه دخل مدينة من المدائن يأمن مما يخاف وكان ابن سيرين رحمه الله تعالى يحب الدخول إلى المدن ولا يحب الخروج منها لقوله تعالى - فخرج منها خائفا يترقب - وقيل المدينة تعبر برجل عالم لقوله عليه السلام " أنا مدينة العلم وعلى بابها " ومن دخل مدينة فوجدها خرابا فان العلماء قد فقدوا منها وقيل خراب المدينة موت ملكها أو ظلمه فيها، ومن رأى مدينة تعمر فان العلماء يكثرون فيها وأبناؤهم ويلزمون طريق آبائهم وأي مدينة ترى ولا سلطان فيها فان الطعام يغلو سعره فيها والمدينة المجهولة هي الآخرة والمعروفة هي الدنيا للرائي لها أو دين أهلها، فمن رأى مدينة قد انهدمت أو انهدم بعضها وهي معروفة فان دين أهلها قد ذهب وربما تذهب دنياهم بنكبة في دينهم وأجود المدن في التعبير المدينة الكبيرة العامرة خصوصا

(1) قوله سبعة الخ، هكذا بالأصل والمعدود ستة فقط، وبهامشه ولعل الصواب ستة أو سقط منها واحد اه‍.
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»
الفهرست