تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٦
من يمشي به ويهديه للطريق إن كان نظره ضعيفا وإن رأى الوالي أن له أرجلا كثيرة يمشي بها فان يعزل ولا يمشي إلا بالوكلاء وإن رأى الجماد يمشي كالجبل أو الحديد دل ذلك على الشدة ونزول البلاء وربما دل ذلك على الحزم في الأمور الدينية أو الدنيوية والإعانة من الله تعالى على ذلك خصوصا إن مشى مستقيما ومشى الآدمي كمشي الحيوان دليل على التخلق بأخلاق الجهال إلا أن يكون الحيوان مأكولا فإنه يمشي في الناس بالخير وإلا فهو يمشي في الناس بالنفاق والسعي فيما لا يدركه.
مبايعة: من رأى في المنام أنه بايع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأشياعه فإنه يتبع الهدى ويحفظ شرائع الاسلام والصراط المستقيم وإن رأى أنه بايع أميرا من أمراء الثغور فإنه بشارة له ونصرة على أعدائه ويكون تائبا عابدا حامدا راكعا ساجدا فان بايع فاسقا فإنه يعين قوما فاسقين وإن بايع تحت شجرة فإنه ينال غنيمة في مرضاة الله تعالى.
مفازة: هي في المنام فوز من شدة إلى رخاء أو من ضيق إلى سعة ورجوع من ذنب إلى توبة ومن خسران إلى ربح ومن مرض إلى صحة فمن رأى أنه في مفازة أو خربة وقد افتقر فإنه يموت والمشي في المفازة خوض في أمر لا منفعة فيه ومن رأى أنه في بر فإنه ينال فسحة وكرامة وروحا من بر ونسك قد عمل أو عمل به بقدر سعة البر والصحراء فرح وسرور بقدر سعتها وزرعها وخضرتها.
مكة: هي في المنام تعبر بالامام فما حدث من نقص فيها أو زيادة فانسبه إلى الامام أو إلى دين الرائي ومن رأى مكة منزلا له وكان عبدا عتق لان الله تعالى أعتقه من الجبابرة وإن كان حرا نال عزا من السلطان ويلجأ الناس إليه لعلم يعلمه أو جاه من السلطان أو عنده بنت ذات جمال تخطب منه ومن جعل مكة وراء ظهره فارق رئيسه أو سلطانه، ومن رأى مكة هدمت فإنه قليل الصلاة وربما دلت مكة لداخلها أو مالكها على عروس جميلة قد كثر الخاطبون لها ودخول مكة للعاصي
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست