فهي مصيبة عظيمة في أهل تلك الدار حتى تذهب عليهم المذاهب فيها فان رأى في وسط باب داره بابا صغيرا فهو مكروه لأنه يدخل على العورات وسيدخل تلك الدار خيانة في امرأته فان عظم باب داره واتسع وقوى من غير شناعة فهو حسن حال القيم وإن رأى أحد السباع وثب عليه فان الفساق يتبعون امرأته فان رأى أنه يطلب باب داره فلا يجده فهو تحيره في أمر دنياه فان رأى أنه دخل من باب إن كان في خصومة غلب فيها فان رأى أن أبوابا فتحت من مواضع معروفة أو مجهولة فان أبواب الدنيا تفتح له ما لم تجاوز قدرها وإن جاوزت فهو تعطيل تلك الدار وخرابها فان كانت الأبواب إلى الطريق فان ما ينال من دنياه تلك يخرج إلى الغرباء والعامة استحقوا ذلك أو لم يستحقوا فان كانت مفتحة إلى داخل الدار كان ما يناله من دنياه تلك لأهل بيته دون الغرباء فان رأى أنه دخل فوق باب دار مفتوح فإنه يدخل في جرمة صاحب الدار، فان رأى أن باب داره اتسع فوق قدر الأبواب فهو دخول قوم عليه بغير إذن وربما كان زوال الباب عن موضعه زوال صاحب الدار عن خلقه وتغيره لأهل داره إلى خلاف ما كان لهم عليه من قبل فان رأى أنه خرج من باب ضيق إلى سعة فهو خروجه من ضيق إلى سعة ومن كرب وخوف إلى أمن فان رأى أن لداره بابين فان امرأته فاسدة فان رأى أن بابه مفتوح على القفا فإنه نائبة من سلطان أو تعطيل تلك الدار بتخريب وحلقة الباب كالحاجب أو الرسول أو النذير فمن رأى أن لبابه حلقتين فان عليه دينا لنفسين فان رأى أنه قطع حلقة بابه فإنه يدخل في بدعة ومن رأى أن النار تحرق الأبواب فإنها تدل على موت امرأة الرجل وعلى أن معاشه وتدبيره ليس بموافق ولا جيد وأبواب المدينة دالة على ملكها القائم بأمر الدين والدنيا فيها وباب الدار دال على بانيها أو القائم بمصالح أهلها وباب البيت دال على من يسكنه ومن يستره من مال أو عبد أو أمة أو زوجة تصونه والدخول من الأبواب المجهولة دال على الظفر والنصرة
(٦٦)