البيض لأنها من الأرض وعلى الحفظ والاحصاء لما ألم به طالبه من علم أو شعر وعلى الحج ورمى الجمار وعلى القساوة والشدة وعلى السباب والقذف فمن رأى طائرا نزل من السماء فالتقط حصاة وطار بها فإن كان ذلك في مسجد هلك منه رجل صالح أو من صلحاء الناس وإن كان صاحب الرؤيا مريضا وكان من أهل الخير أو ممن صلى أيضا فيه ولم يشركه أحد فيه ممن يصلى فيه بالمرض فصاحب الرؤيا ميت فإن كان التقاطه للحصاة من كنيسة كان الاعتبار في فساد المريض كالذي قدمناه وإن التقطها من داره أو من مكان مجهول فإنه يهلك لصاحب الرؤيا ولد أو غيره وأما من التقط عددا من الحصى فصرها في ثوبه أو ابتلعها في جوفه فإن كان التقاطه إياها من مسجد أو دار عالم أو حلقة ذكر أحصى من العلم والقرآن وانتفع من الذكر والبيان بمقدار ما التقط من الحصى وإن كان التقاطه من الأسواق أو من الفدادين وأصول الشجر، فهو فوائد من الدنيا ودراهم تتألف له من سبب الثمار أو من التجارة أو من السؤال والصدقة لكل انسان على قدر همته وعادته في اليقظة وإن كان من خلف الشجر فعطايا من السلطان إن كان يخدمه أو فوائد من البحر إن كان يتجر فيه أو علم يكتسبه من عالم إن كان ذلك طلبة أو هبة أو صلة من زوجة غنية إن كان له ولد فان لم يكن له ولد رزق ولدا من زوجة وأما من رمى بها في بحر ذهب ماله فيه وإن رمى بها في بئر أخرج مالا في نكاح أو شراء خادم وإن رمى بها في مطمر أو ظرف من ظروف الطعام أو في مخزن البحر اشترى بما معه أو بمقدار ما رمى به تجارة يستدل عليها بالمكان الذي رمى ما كان معه فيه وإن رمى بها حيوانا كالأسد والنمر والقرد والجراد والغراب وأشباهها فإن كان ذلك في أيام الحج رمى الجمار في مستقبل أمره لان أصل الجمار أن جبريل عليه السلام أمر آدم عليه السلام أن يقذف الشيطان بها حين تعرض له فصارت سنة وإن لم يكن ذلك في أيام الحج كانت
(١٧٩)