تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ١ - الصفحة ١٥٩
من الشبهات والوقوف مع البدع وإهمال السنة والنفاق في الدين.
جامع البلد: في المنام دال على الملك لقيامه بأمور الدين ومنار الاسلام والحاكم الفاصل بين الحلال والحرام والسوق الذي قصد الناس فيه الربح ويخرج كل انسان منه بربح على قدره وعمله ويدل على كل من تجب طاعته من والد وأستاذ ومؤدب وعالم ويدل على العدل لمن دخله في المنام مظلوما وعلى القرآن والبحر لكثرة الوراد منه والحمام التي هي محل الطهارة والمقبرة التي هي محل الخشوع والغسل والطيب والصمت والتوجه إلى القبلة ويدل على الاحصان وعلى ما يستعان به على الأعداء كالحصن الحصين للأمن من الحوف فالسقوف خواص الملك والمطلعون على أحواله والعمد أكابر دولته وأمراؤه ومصابيحه ذخائره وأمواله التي يتجمل بها وينفقها وحصره بسط عدله وعلماؤه الذين هم تحت طاعته وأبوابه حجابه ومأذنته نائبه أو صاحب أخباره وإن دل على الحاكم فعمده أوقافه ومصابيحه فضلاء عصره وفقهاؤه وحصره بسط أحكامه أو ما يلقيه من العلوم وسقفه كتبه التي تستره في نقله ويرجع إليها في إيراده ومأذنته القائم بجمع الناس لما يلقيه عليهم من الفضل ومنبره العبد ومحرابه زوجته وما هو أحرى به وربما دل محرابه على الرزق الحلال والزوجة الصالحة والمنارة وزير وإمام وربما دلت المنارة على مؤذنيها والمصحف على قارئه والمنبر على خطيبه والباب على نوابه والقيم على مصابيحه وفرشه فما حدث في الجامع من زيادة أو نقص أو في شئ مما يختص به رجعت بذلك على من دل عليه. وأما الجامع الذي تحمله ملوك الاسلام في أسفارهم وينصبونه لصلاة الأعياد وغيرها فإنه يدل نصبه على إقامة الدين وعلو كلمة المسلمين والنصر على أعدائهم فان احترق وطارت به الريح دل على فقد صاحبه وتغير ملكه وحكمه في التأويل حكم ما ينصبونه من الدهاليز المشرعة التي يعبر بها عن القلاع والخيام حوله كالمنازل للأمراء والجند
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست