تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ١ - الصفحة ١٤٢
لأنه كالميت لا يسبح الله تعالى ولا ينتفع به الناس والجبل القائم الغير الساقط فهو حي وهو خير من الساقط والساقط الذي صار صخورا فهو ميت فان رأى رجل أنه يرتقى في جبل يستوى عليه ويشرب من مائه وكان أهلا للولاية فإنه يلي ولاية من قبل ملك ضخم قاسى القلب نفاع ويجد مالا بقدر ما شرب ورأى من النبات وينال رجاءه ويرتفع أمره وتخضع له الجبارة وإن كان تاجرا ارتفع أمره وسهولة صعوده فيه سهولة لإفادة تلك الولاية من غير تعب وصعوبة صعوده تعبه في تلك الولاية فان رأى أنه حمد الله تعالى عليه فإنه يكون سلطانا عادلا وإن طغى عليه فإنه يجور فان سجد لله تعالى هناك أو أذن ولى ولاية ويظفر بعدوه فان هبط منه فإنه يزول عن ملكه وإن كان واليا عزل وإن كان تاجرا خسر وندم فان رأى معه صاحب السلطان وجنده فان السلطان هو الله تعالى وجنده الملائكة وهم الغالبون فيكون صاحب الرؤيا غالبا في تلك الحرفة ويصيب قوة وظفرا ونسكا فان رأى أنه صعد الجبل الخالي من النبات فإنه يدخل في عمل الملك الكافر وينله هم والعقبة عقوبة وشدة فان هبط منه نجا فان صعد عليه فإنه ارتفاع وسلطنة مع تعب والصخور التي حول الجبل والأشجار قواد ذلك الملك وهم قساة فان رأى حوله حجرا فإنه ينال رياسة فمن رأى أنه سقط من الجبل فإنه يخطئ خطيئة ويصيبه ضرر في بدنه أو يقع فيه انسان فيناله ضرر بقدر ما أصابه أو يسقط عن مرتبته ويتغير حاله التي كان فيها فان انكسرت رجله فإنه يسقط من عين ذلك الملك ويصيبه ضرر في ماله فان رأى أنه ارتقى في جبل فلما بلغ نصفه بقي فلم يمكنه الصعود فيه ولا النزول منه فإنه يموت في نصف عمره والعمر الواحد أربعون سنة فان رأى أنه ارتقى فيه فتعد عليه فإنه يولد له ولد ضخم وكل صعود رفعة وكل هبوط ضعة فإذا كان الصعود يدل على هم فان النزول دليل الفرج وكل صعود دل على الولاية فان الهبوط دليل عزل
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست