تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ١ - الصفحة ١٣٤
في هموم الدنيا ومن رأى النار قد قربت فإنه يقع في شدة ومحنة سلطان لا ينجو منها وأصابته غرامة وخسران فاحش وهو نذير له ليتوب ويرجع عما هو فيه فان دخلها فإنه يأتي الذنوب الكبائر والفواحش التي أوجب الله تعالى عليه بها الحد وينسى ربه فان دخلها وسل سيفا فإنه يتكلم بالفحشاء والمنكر وإن رأى أنه دخلها متبسما فإنه يفسق ويطغى ويعصى الله تعالى ويفرح في نعيم الدنيا فان رأى أنه دخل النار فإنه يغويه الذي أدخله ويحرضه على ارتكاب ذنب عظيم مثل قتل أو زنا فان رأى أنه لم يزل محبوسا في جهنم لا يدرى متى دخل فإنه لا يزال في الدنيا فقيرا محزونا محروما ولا يصلى ولا يصوم ولا يذكر الله تعالى وإن رأى أنه يجوز على الجمر فإنه يتعمد تخطى رقاب الناس وإن رأى أنه طعم من زقوم جهنم وحميمها وصديدها أو أصابه من حرها فإنه يكتسب الاثم ويسفك الدم وتشتد عليه أموره، ومن رأى أنه أسود الوجه أزرق العينين في جهنم فإنه يصاحب عدو الله تعالى ويرضى مكروه جنايته فيذل ويسود وجهه عند الناس ويعاقبه الله تعالى في الآخرة بظلمه، ومن رأى جهنم في منامه عيانا فليحذر من سلطان أو من غضب الرحمن، ومن رأى كأنه دخل جهنم فإنه يفتضح من كل ذنب لم يتب منه فان رأى كأنه خرج من جهنم فإنه يتوب من المعاصي فان شرب من شرابها أو طعم من طعامها لم يزل يرتكب المعاصي أو يطلب علما يصير ذلك العلم عليه وبالا وجهنم في المنام دالة على زوال المنصب في الدنيا لمن دخلها وربما دلت على الفقر بعد الغنى والوحشة بعد الانس والوقوع في الشدائد والسجن الدائم والخزي في الدنيا فان دلت على الزوجة كانت زوجة نكدة وإن دلت على المعيشة كان كسبها حراما وإن دلت على المسكن كان مجاورا لأهل الفسق والغفلة وإن دلت على المرض كانت عاقبته الموت مع سوء الخاتمة وإن دلت على الخدمة كانت مع ذي سلطان جائر وإن دلت على العلم كان بدعة وإن دلت على العمل
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست