بسم الله الرحمن الرحيم إن أكثر ما نحرص عليه - خلال الزوبعة الفكرية - التي نجتازها هو أن نأخذ الفكر الاسلامي نقيا ومن منابعه الأصيلة وعلى يد علماء امناء على دين الله تعالى.
ولم ينل أعداء الاسلام من هذا أمرا أخطر من نقاوة وأصالة الفكر، كما لم يجاهد العلماء العاملون لأمر أهم من المحافظة على سلامة الفكر الاسلامي من الانحراف والتشويش، وقد دخل في فكرنا الكثير من الفكر الدخيل الذي لا يمت إلى الاسلام بصلة وأصبح من الصعب معه تمييز ما هو من الاسلام عما ادخل عليه، وقد نبت في تربة هذا الفكر الهجين المختلط الكثير من المذاهب والآراء والتصورات المنحرفة في التأريخ الاسلامي، سواء في المجال العقائدي أو الفقهي أو الأخلاقي أو السياسي.
ولهذا السبب كانت المحافظة على نقاوة وأصالة الفكر الاسلامي وتطهيره عما ادخل عليه من أهم الأدوار والأعمال التي قام بها أهل البيت عليهم السلام ومن بعدهم العلماء الذين ساروا على هديهم.
وكانت قيمة العالم في أدوار الفكر الاسلامي المختلفة في مقدرته على مكافحة الفكر الدخيل والمنحرف والمذاهب الدخيلة والمنحرفة عن الاسلام وتثبيت الفكر الأصيل النابع من منابعه النقية الصافية.