أطائب الكلم في بيان صلة الرحم - الشيخ حسن الكركي - الصفحة ٨
مدارج الحياة الا تحت ضوابط وأصول تكون منهاجا له يسير على ضوئها.
ولذا نرى المجتمعات كلها - بلا استثناء مجتمع منها - لا تشذ عن وضع قوانين وآداب تحترمها وتفرض على نفسها الالتزام بها وجعلها نصب العين في كل تصرفاتها. وحتى الماركسية التي تناهض بشدة الأصول الأخلاقية وتصر على نبذها والتخلي عنها وتراها حجر عثرة في طريق التقدم، تلتزم ان شاءت أو أبت بأسس وآداب أخلاقية تبثها في تعاليمها الاقتصادية والاجتماعية.
طبعا، تختلف البيئات والمجتمعات والمدارس الفلسفية في آدابها وأسسها الأخلاقية حسب تكونها ونشأتها وتدرجها في مدراج الكمال أو نظرتها إلى الكون والانسان والحياة .
* * * والاسلام - الذي هو دستور الله الا قوم للانسانية - اهتم اهتماما بالغا بالأخلاق وأقام لها دعائم مركزة في كل مرافق البشر الاعتقادية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
فالقرآن الكريم جل آياته تتحدث بصراحة عن خلق المسلم وما يلزم عليه في سلوكه، والأحاديث الشريفة كثير منها توجهه إلى تقويم أفكاره وتعديل تصرفاته في دينه ونفسه وأهله ومجتمعه و و...
ان أبرز صفة للنبي صلى الله عليه وآله يذكرها الله تعالى في قرآنه الكريم بالعظمة هي الخلق النبوي حيث يقول عز شأنه انك لعلى خلق عظيم، كما أن النبي نفسه يعلل بعثته إلى الخلق رسولا بتميم الأخلاق حيث يقول عليه الصلاة والسلام بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
ونرى أن الاسلام في أكثر نظمه الأخلاقية يسعى في أن يوجد ترابطا كاملا بين الفرد وسائر أعضاء المجتمع، فيدعوه إلى البذل والسخاء ونبذ العداء وصدق اللهجة والوفاء بالوعد وتعظيم الاباء وصلة الأرحام والأقارب وتجليل ذوي المراتب العلمية وقول الحق وحسن الظن بالآخرين وتقدير ذوي المواهب والكف عن الأذى
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 4 5 7 8 9 10 11 12 13 15 16 ... » »»
الفهرست