هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١١٣
عمد بالماء وأما أنتم فستعمدون بالروح القدس (أعمال الرسل: 11:
17).
ح‍ - مع تسليمنا بصحة هذا القول فهو يذكر الأقانيم الثلاثة، دون الإشارة إلى أنها أجزاء كائن إلهي واحد (1).
سابعا: تبقى المسألة المهمة وهي أن المسيح (عليه السلام) ومن خلال ما يذكره العهد الجديد، كان كثير العبادة، إذ أنه صام أربعين يوما قبل أن يجريه الشيطان اللعين، وكذلك صلاته الشديدة، وخلوته للعبادة، كلها تشير إلى معنى كونه عبدا يؤدي واجبات العبودية لمعبوده وخالقه، فهل يعقل أن يكون الله سبحانه يسجد ويصلي ويصوم لنفسه فأي عقل يقبل مثل هذه الأفكار!!
وغيرها الكثير من الإشكالات التي كلها تقضي ببطلان هذه العقيدة المتناقضة. فالمسيح (عليه السلام) لم يكررها قط، بل كان يؤكد (عليه السلام) أنه ابن الإنسان، وأنه نبي أما يسوع فقال لهم ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه (متي: 13: 57)، ويؤكد بأنه ليس صالحا إلا الله وحده لماذا تدعونني صالحا ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله (متي:
19: 17)، فهو ينفي عنه كل ألوهية، وهو (عليه السلام) كان يوصي الذين يشفيهم أن لا يظهروا ذلك وتبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعا وأوصاهم أن لا يظهروه (متي: 12: 16) وغيرها، إذ كان يخشى أن

(1) نظرة عن قرب في المسيحية: ص 34.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست