هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١٠٧
العقيدة قد أعترف بأنه كلما كتب أكثر حول هذه المسألة أصبح أقل قدرة على التعبير بوضوح عن أفكاره بخصوصها) (1).
فالقول بأن هذه العقيدة يجب أن تقبل لأن الوحي قد جاء بها أمر غير صحيح أطلاقا والدليل على ذلك أن علماء المسيحية أنفسهم كانوا مختلفين فيها، والباحث في المذاهب المسيحية في القرنين الأول والثاني، يجد كثرة الآراء المتضاربة حول شخصية المسيح (عليه السلام).
بل وحتى بعد قبول هذه العقيدة رسميا، ومعاقبة كل مخالف لها، وبالرغم من عمليات تفتيش العقائد، والقتل والسجن التي مارستها الكنيسة، والتي يذكرها التاريخ، فإن صيحات المعارضة لها كانت تعلو بين الحين والآخر، معلنة بأن هذه العقيدة غير مقبولة عقلا، وأن المسيح (عليه السلام) لم ينطق بها.
ثالثا: لو رجعنا إلى كتب العهد القديم لنرى من هو الإله (الله) وما هي صفاته التي تنعته بها، لوجدنا أن ما يقوله المسيحيون مخالف للعهد القديم الذي يعتبرونه كلام الله الموحى، وحتى لو قلنا بأن الله سبحانه لم يعرف نفسه في العهد القديم بشكل تام، بل تم ذلك في العهد الجديد بالمسيح (عليه السلام)، لا يمكننا القول بأن العهد الجديد يناقض ما جاء به العهد القديم، فهو متمم له حسب ادعاء المسيحيين.
فالله في العهد القديم هو (الموجود الذي ليس له بداية ولا

(1) نظرة عن قرب في المسيحية: 38.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست