هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١٠٦
مخلوق أو اتحاده معه، كما أن ذلك يلزم أن يكون الإله عرضة للتغير والتحول وهو مستحيل... وغيرها من الإشكالات الفلسفية الكثيرة التي تواجه هذه العقيدة المتناقضة..
ثانيا: إضافة إلى ما ذكرنا فإن نسبة هذه العقيدة إلى المسيح (عليه السلام) والوحي الإلهي هي الأخرى غير صحيحة، فكما أشرنا في بحثنا للثالوث الأقدس، تبين أن هذه العقيدة لم ينطق باسمها أحد، ولم تظهر إلى الوجود إلا في القرن الثاني وعلى لسان (ترتوليان)، فالمسيح (عليه السلام) والرسل والتلاميذ لم يشيروا إلى هذه العقيدة، وقول المسيحيين بأن المسيح (عليه السلام) وبعض الرسل، ولا سيما بولس، كانوا قد هيأوا العناصر الأساسية للعقيدة، وأن العلماء وآباء الكنيسة لم يقوموا بشئ سوى أنهم أطلقوا اسم الأقنوم على الأشخاص الثلاثة وأظهروا هذه العقيدة بوضوح، هو الآخر مجرد ادعاء، إذ أنه إلى القرن الرابع الميلادي لم تكن هذه العقيدة محط نظر المسيحيين ومورد اعتمادهم، ومن الأصول المهمة في العقيدة المسيحية.
وكما أوردنا فإن المؤسس العلني لها وبشكلها الموجود الآن هو (أثناسيوس)، ولم تقبلها الكنيسة إلا بعد مناقشات وجدال طويل في مجمع نيقية سنة 325 ميلادي، وأعدتها في هذا القالب الذي بين أيدينا الآن، فهي نتيجة الخيال البشري، ولهذا فأنا نجد فيها التناقض الكثير (حتى أنه قيل أن (أثناسيوس) وهو الأب الذي صاغ هذه
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست