لا ننكر أن فترة القرن الثامن عشر كانت تحتاج إلى صحوة إسلامية وتجديد فعلي للفكر الإسلامي، إلا أن ما فعله محمد بن عبد الوهاب وما دعا إليه لم يكن صحوة ولم يكن إصلاحا لحال المسلمين..
تعالوا بنا إذن نعرف الحكاية من أولها..
- قرن الشيطان..
ينتمي محمد بن عبد الوهاب إلى منطقة نجد وهي نفس منطقة آل سعود وقد ولد عام (1115 ه - 1703 م) في بلدة العيينة شمال الرياض..
وكاد حاد المزاج يعشق ابن تيمية ويتقمص شخصيته..
درس على يد والده الفقه الحنبلي والتفسير والحديث..
وتروي كتب الأحاديث أن رسول الله (ص) ذم نجد وأهلها وحذر المسلمين من شرهم..
الراوية الأولى تقول: ألا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان وأشار إلى نجد..
والراوية الثانية تقول: الفتنة من قبل المشرق. حيث يطلع قرن الشيطان..
والرواية الثالثة قول الرسول (ص): اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا..
قالوا: وفي نجدنا يا رسول الله (ص): فكرروا ثلاثا ورسول الله يدعو للشام واليمن ثم قال:
تلك مواضع الزلازل والفتن.. (1) إلا أن فقهاء الوهابية لم يتركوا هذه الروايات تمر مر الكرام خوفا من أن يستثمرها خصومه، فعلموا على تأويلها وصرفها عن معناها مؤكدين أن المقصود بمواضع الزلازل والفتن هي العراق..
وكان محمد بن عبد الوهاب قد تنقل في البلاد طلبا للعلم وقد طاب له المقام بالبصرة إلا أن أهلها أخرجوه منها وطردوه حافيا بسبب دخوله في صدام مع التيار الصوفي وإنكاره عليهم زياراتهم لمقابر الأولياء والتوسل بهم فتوجه بعدها إلى الشام ولم يوفق فيها وعاد إلى نجد حيث لازم أباه وعكف على كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم..
ثم بدأ بعد ذلك في الاحتكاك بالناس ودعوتهم إلى أفكاره فكان أن اصطدم به والده وشقيقه سليمان وحارباه، ولم يتسطيع الجهر بدعوته إلا بعد وفاة أبيه، إلا أنه أجبر على