عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٥٥
ومن هنا يتبين لنا أن الإمامة منصب اختصت به فئة معينة كانت تملك هذه المؤهلات. وأن هذه الفئة لا بد أن تكون محل قبول ورضا المسلمين. فالنص على إمامتهم لأجل توافر هذه المؤهلات فيهم يجعلهم محل رضا وقبول المسلمين.
يقول الدكتور علي شريعتي: الإمامة لدى الشيعة هي استمرار لإمامة محمد - دون نبوته - والإمامة عندهم هي بمعنى القدرة أي النموذج السامي للمدرسة والمنهج والانسان - القدوة - كذلك بمعنى القائد أي تواصل إمامة محمد.
إن نبوة محمد ختمت به، أما إمامته فبدأت به وانتهت في عترته (آل البيت).
إن الشيعة ينكرون مبدأ الشورى والبيعة. ويعتقدون بدلا عنه بمبدأ الوصاية. أما السنة فينكرون مبدأ الوصاية ويستندون إلى الشورى في الخلافة، هذا الطرح التقليدي السائد. أما في نظري فلا يوجد تناقض بين المبدأين. ولا يمكن اعتبار أحدهما بدعة مصطنعة وغير إسلامية. إن الشورى والبيعة تعنيان الديمقراطية، وفي القرآن إشارات واضحة لصحة مبدأ الشورى.
لكن أي مؤرخ منصف لا يمكنه إنكار وصية الرسول لعلي عليه السلام. والوصاية هي ليست بالتعيين ولا بفرض القائد بطريقة فوقية. كما أنها ليست انتخابا أو وراثة، أو نتيجة لترشيح أحد من الناس. فالإمامة ليست هذه الصيغ السياسية.. لهذا تعتقد بأن الوصاية هي مبدأ بديهي بينما الشورى - أي البيعة وإجماع الناس - مبدأ إسلامي. إن الوصاية هي مبدأ استثنائي لظرف استثنائي، بينما الشورى والبيعة هما مبدآن طبيعيان ودائمان..
مبدأ الوصاية هو فوق مبدأ الشورى.
كان يجب أن تستمر الوصاية بعد موت الرسول، إلى أن تتحقق رسالة محمد في بناء الأمة، لكن فاجعة " السقيفة " غيرت مجرى ومصير التاريخ الإسلامي. فقد تم الاستناد لحق في إلغاء حق آخر.
لو حدثت " السقيفة " في عام 250 ه‍ - فترة غيبة الإمام الثاني عشر - بدلا من العام الحادي عشر للهجرة لكان مسير التاريخ شيئا آخر. إلا أن الأمر حدث
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست