دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٩٠
لقد سكن الرسول إلى جوار عائشة ولم يسكن إلى جوار جبريل أو فاطمة ابنته أو علي ربيبه..
إننا نقف في مواجهة حالة مرضية من صناع الأحاديث الذين سعوا في تضخيم عائشة فجاء هذا التضخيم على حساب النبي والدين وعلى حساب عائشة ذاتها التي تصورها هذه الروايات امرأة غير سوية تتأرجح شخصيتها ما بين الحسد والسفه..
لقد فات أولئك الصناع الذين أرادوا تضخيم عائشة أن عصمة النبي وخلقه العظيم يتنافى مع مثل هذه الأحاديث والمواقف الفاضحة. وهم إن كانوا قد ضربوا عصمة النبي بروايات تدعم رؤيتهم فقد فاتهم أن الفطرة السليمة تأبى هذا وإن كان العقل المسلم قد سلم بهذه في الماضي فلن يقبله في الحاضر (1)..
وكان من الممكن لأولئك إذ أرادوا تجميل عائشة أن يأخذوا جانبا آخر غير جانب الجنس والشهوة والهوى فمثل هذه الأمور الثلاثة قد تتلاءم مع عائشة لكنها لا تتلاءم بحال مع الرسول (ص)..
تروي عائشة كان النبي (ص) يباشرني وأنا حائض. وكان يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف فأغسله وأنا حائض (2)..
وتروي: كان النبي (ص) يتكئ في حجري وأنا حائض. ثم يقرأ القرآن (3)..
يقول النووي: وأما أحكام هذا الباب فأعلم أن مباشرة الحائض أقسام.
أحدها أن يباشرها بالجماع في الفرج وهو حرام. والقسم الثاني المباشرة فيما فوق السرة وتحت الركبة بالذكر أو بالقبلة أو بالمعانقة أو اللمس أو غير ذلك وهو

(1) سوف نعرض لهذه الروايات في الباب القادم..
(2) مسلم كتاب الحيض. والبخاري كتاب الاعتكاف.. وانظر النسائي كتاب الطهارة باب مضاجعة الحائض..
(3) مسلم والبخاري كتاب الحيض..
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست