ابتلاءات الأمم - سعيد أيوب - ج ١ - الصفحة ٢٨٧
الله وسلوك سبيله، وكما أن النبي (ص) أمر أمته بأن يتمسكوا بحبل العترة حتى لا يضلوا، وقال " أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي " (1) وقال " إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا. كتاب الله وعترتي أهل بيتي " (2)، فإنه أخبر أمته بأنهم سيمتحنون بأهل بيته. قال " إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي " (3)، وأخبر بالغيب عن ربه بما سيسفر عنه الامتحان، فقال " إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا وتشريدا " (4).
وأخبر النبي (ص) علي بن أبي طالب. بما سيجري له من بعده، وقال له " إن الأمة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش على ملتي، وتقتل على سنتي، من أحبك أحبني، ومن أبغضك أبغضني، وإن هذه (يعني لحيته) ستخضب من هذا (يعني رأسه) (5)، وروي أن النبي (ص) قال له:
ألا أحدثك بأشقى الناس، رجلين، أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه (يعني رأسه) حتى تبتل منه هذه (يعني لحيته) (6).
وأخبر النبي (ص) الحسين بن علي بما سيجري له من بعده، وروى ابن كثير عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها قالت: أشهد لقد سمعت عائشة تقول: أنها سمعت رسول الله نهض يقول: يقتل الحسين بأرض

(١) رواه مسلم (الصحيح ١٢٣ / ٧).
(٢) رواه الترمذي وحسنه (الجامع ٦٦٢ / ٥) والنسائي (كنز العمال ١٧٢ / ١).
(٣) رواه الطبراني (كنز العمال ١٢٤ / ١١).
(٤) رواه الحاكم ونعيم بن حماد (كنز العمال ١٦٩ / ١١).
(٥) رواه أحمد والحاكم وصححه (المستدرك ١٤٢ / ٣) والدارقطني والخطيب (كنز العمال ٦١٧ / ١١) والبيهقي (البداية ٢١٨ / ٦).
(٦) قال الهيثمي رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات (الزوائد ١٣٦ / ٩) و الحاكم والبيهقي بسند صحيح (المستدرك ١٤١ / ٣، البداية والنهاية 218 / 6، كنز العمال 136 / 13).
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست