لا يقدر رجل أبدا أن يخدم سيدين أحدهما عدو للآخرين لأنه إذا أحبك أحدهما أبغضك الآخر فكذلك أقول لكم حقا انكم لا تقدرون أن تخدموا الله والعالم لأن العالم موضوع في النفاق والجشع والخبث لذلك لا تجدون راحة في العالم بل تجدون بدلا منها اضطهادا أو خسارة إذا فاعبدوا الله واحتقروا العالم إذ مني تجدون راحة لنفوسكم اصيخوا السمع لكلامي لأني اكلمكم بالحق طوبى للذين ينوحون في هذه الحياة لأنهم يتعزون طوبى للمساكين الذين يعرضون حقا عن ملاذ العالم لأنهم سيتنعمون بملاذ ملكوت الله طوبى للذين يأكلون على مائدة الله لأن الملائكة ستقوم على خدمتهم أنتم مسافرون كسياح أيتخذ السائح لنفسه على الطريق قصورا وحقولا وغيرها من حطام العالم كلا ثم كلا ولكنه يحمل أشياء خفيفة ذات فائدة وجدوى في الطريق فليكن هذا مثلا لكم وإذا أحببتم مثلا اخر فاني اضربه لكم لكي تفعلوا كل ما أقوله لكم لا تثقلوا قلوبكم بالرغائب العالمية قائلين من يكسونا أو من يطعمنا بل انظروا الزهور والأشجار مع الطيور التي كساها وغذاها الله ربنا بمجد أعظم من كل مجد سليمان والله الذي خلقكم ودعاكم إلى خدمته هو قادر أن يغذيكم الذي أنزل المن من السماء على شعبه إسرائيل في البرية أربعين سنة وحفظ أثوابهم من أن تعتق أو تبلى أولئك الذين كانوا ستمائة وأربعين الف رجل خلا
(٥٤)