الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٢١٦
لا إله سواه، الذي يضرب ويشفى، ويفعل كل ما يريد "، قال الكاهن " هكذا كتب "، حينئذ رفع يسوع يديه، وقال " أيها الرب إلهنا، هذا هو إيماني الذي آتي به إلى دينونتك، شاهدا على كل من يؤمن بخلاف ذلك "، ثم التفت إلى الشعب، وقال " توبوا، لأنكم تعرفون خطيئتكم، من كل ما قال الكاهن، إنه مكتوب في سفر موسى عهد الله إلى الأبد... فإني بشر منظور، وكتلة من طين تمشي على الأرض، وفان كسائر البشر، إنه كان لي بداية وستكون لي نهاية، وإني لا أقدر أن أبتدع خلق ذبابة "، حينئذ رفع الشعب أصواتهم باكين وقالوا " لقد أخطأنا إلى إليك أيها الرب إلهنا، فارحمنا "...
ولما انتهت الصلاة، قال الكاهن بصوت عال " قف يا يسوع " لأنه يجب علينا أن نعرف من أنت، تسكينا لامتنا " أجاب يسوع " أنا يسوع بن مريم من نسل داود، بشر مائت، ويخاف الله، وأطلب أن لا يعطي الاكرام والمجد إلا لله (1)!!. " (ب) وجاء في الفصلين التاسع والتسعين والمائة، من إنجيل برنابا، عن استنكار المسيح للفتنة الكبرى:
".... وبعد أن جلس على حجر، أجلسهم (الاثنين والسبعين مع الاثني عشر) بجانبه، وفتح فاه، متنفسا الصعداء، وقال " لقد رأيت اليوم إثما عظيما في اليهودية وفي إسرائيل، وهو إثم يخفق له قلبي في صدري من خشية الله، الحق أقول لكم إن الله غيور على كرامته، ويحب إسرائيل.. لأنه عندما أحب إسرائيل (2) شيئا بسببه نسي الله، أبطل الله ذلك الشئ، أي شئ أحب إلى الله هنا على الأرض من الكهنوت والهيكل المقدس؟ ومع هذا لما نسي الشعب الله في زمن أرميا النبي وفاخروا بالهيكل فقط، إذ لم يكن له نظير

(١) راجع ص ١٤١ - ١٤٩ من إنجيل برنابا.
(٢) يعقوب عليه السلام. راجع ص ٢٧ من غريب القرآن للسجستاني. ثم أطلق اللفظ على أهل بيته، فأهل ملته.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»