لمح فضته لأنها كانت موضوعة في فم العدل. 28 فقال لإخوته: لقد ردت إلي فضتي، انظروا ها هي في عدلي. فغاصت قلوبهم، وتطلع بعضهم إلى بعض مرتعدين وقالوا: ما هذا الذي فعله الله بنا؟.
29 وعندما قدموا على أبيهم يعقوب في أرض كنعان قصوا عليه ما حل بهم، وقالوا: 30 الرجل المتسلط على مصر خاطبنا بجفاء، وظن أننا جواسيس على الأرض، 31 فقلنا له: نحن أمناء ولسنا جواسيس. 32 نحن اثنا عشر أخا أبناء أبينا.
أحدنا مفقود، والأصغر بقي اليوم مع أبينا في أرض كنعان. 33 فقال لنا الرجل سيد البلاد: لكي أتحقق أنكم أمناء. دعوا أخا واحدا منكم عندي رهينة وخذوا طعاما لبيوتكم الجائعة وامضوا، 34 ثم أحضروا لي أخاكم الأصغر، وبذلك أعرف أنكم لستم جواسيس بل قوما أمناء، فأطلق لكم أخاكم وتتجرون في الأرض.
35 وإذ شرعوا في تفريغ عدالهم وجد كل واحد منهم فضته في عدله، وما إن رأوا هم وأبوهم ذلك حتى استبد بهم الخوف.
36 فقال لهم أبوهم: لقد أثكلتموني أولادي. يوسف مفقود، وشمعون مفقود، وها أنتم تأخذون بنيامين بعيدا! كل هذه الدواهي حلت بي! 37 فقال له رأوبين:
اقتل ابني إن لم أرجع به إليك. اعهد به إلي وأنا أرده إليك. 38 فقال: لن يذهب ابني معكم، فقد مات أخوه، وهو وحده باق. فإن ناله مكروه في الطريق التي تذهبون فيها، فإنكم تنزلون شيبتي بحزن إلى قبري.
التأهب للرحلة الثانية إلى مصر 43 1 وتفاقمت المجاعة في الأرض. 2 ولما استهلكوا القمح الذي أحضروه من مصر، قال لهم أبوهم: ارجعوا واشتروا لنا قليلا من الطعام. 3 فقال يهوذا: لقد حذرنا الرجل أشد تحذير وقال: لن تروا وجهي ما لم يكن أخوكم معكم. 4 فإن كنت ترسل أخانا معنا، نمضي ونشتري لك طعاما 5 وإلا فلن نذهب لأن الرجل قال لنا: لا تروا وجهي ما لم يكن أخوكم معكم.
6 فقال إسرائيل: لماذا أسأتم إلي فأخبرتم الرجل أن لكم أخا أيضا؟ 7 فأجابوا