أبلى لحمي وجلدي. هشم عظامي. 5 حاصرني وأحاطني بالعلقم والمشقة. 6 أسكنني في الظلمة كموتى الحقب الغابرة. 7 سيج حولي حتى لا أفلت. أثقل علي قيودي.
8 حتى حين أصرخ وأستغيث يصد صلاتي. 9 قد أغلق علي طرقي بحجارة منحوتة، وجعل مسالكي ملتوية. 10 هو لي كدب متربص، وكأسد مترصد في مكمنه. 11 أضل طرقي ومزقني إربا. دمرني. 12 وتر قوسه ونصبني هدفا لسهمه.
13 اخترق كليتي بنبال جعبته. 14 صرت مثار هزء لشعبي وأهجية لهم اليوم كله.
15 أشبعني مرارة، وأرواني أفسنتينا. 16 هشم أسناني بالحصى، وطمرني بالرماد.
17 فتناءت نفسي عن السلام، ونسيت طعم الخيرات. 18 فقلت: تلاشت قوتي، وكل ما كنت أرجوه من الرب.
الرجاء في رحمة الرب 19 أذكر بليتي وتيهاني والأفسنتين والمرارة. 20 ما برحت نفسي تذكرها وهي منحنية في داخلي.
21 ولكن هذا ما أناجي به نفسي، لذلك يغمرني الرجاء: 22 من إحسانات الرب أننا لم نفن، لأن مراحمه لا تزول. 23 تتجدد في كل صباح. فائقة أمانتك.
24 تقول نفسي: الرب هو نصيبي فلذلك أرجوه. 25 الرب صالح لمن يرجونه وللنفس التي تلتمسه. 26 خير للمرء أن ينتظر بصمت خلاص الرب. 27 خير للمرء أن يحمل النير في حداثته. 28 ليعتكف وحيدا في صمت لأن الرب قد وضع النير عليه. 29 ليوار وجهه في التراب تذللا، عسى أن يكون هناك رجاء.
30 ليبذل خده للاطم، ويشبع تعييرا. 31 لأن الرب لا ينبذ إلى الأبد. 32 فإنه ولو أحزن يرأف بمقتضى رحمته الفائقة. 33 لأنه لا يتعمد أن يبتلي أبناء البشر بالبؤس والأسى، 34 ولا أن يسحق أسرى الأرض تحت الأقدام، 35 ولا أن يجور أحد على حقوق الإنسان، أمام عيني الرب العلي 36 أو أن لا ينصف الإنسان في دعواه. ألا يرى الرب هذه الأمور؟ 37 من ذا الذي يقضي بأمر فيتحقق إن لم يكن