إسرائيل، أمة قديمة قوية من أرض نائية، تجهلون لغة أهلها ولا تفهمون ما يقولون.
16 جعبتها كقبر مفتوح، وكل رجالها جبابرة، 17 فيأكلون حصادكم وطعامكم، ويهلكون أبناءكم وبناتكم، ويلتهمون مواشيكم وقطعانكم، ويأكلون كرومكم وأشجار تينكم، ويدمرون بالسيف مدنكم الحصينة التي عليها تتوكلون.
دواعي العقوبة 18 ولكن حتى في تلك الأيام لن أفنيكم، يقول الرب.
19 وعندما يسألون: لماذا صنع الرب إلهنا بنا هذه الأمور كلها؟ تقول لهم: كما أنكم تخليتم عني وعبدتم الأوثان الغريبة في أرضكم، كذلك تستعبدون للغرباء في أرض ليست لكم. 20 وأذيعوا أيضا هذا في ذرية يعقوب، وأعلنوه لبني يهوذا قائلين: 21 اسمع هذا أيها الشعب الأحمق الغبي، يا من له عيون ولكنه لا يبصر، وله آذان ولكنه لا يسمع. 22 ألا تخشونني؟ يقول الرب، ألا ترتعدون في حضرتي؟ قد جعلت الرمل حدا لمياه البحر، حاجزا أبديا لا يتخطاه. تتلاطم أمواجه ولكنها تعجز عن تعديه، وتهدر ولكنها لا تتجاوزه. 23 أما هذا الشعب فذو قلب متمرد عاص، ثاروا علي ومضوا، 24 ولم يتناجوا في قلوبهم قائلين: لنتق الرب إلهنا الذي يغدق المطر في مواعيده في موسمي الربيع والخريف، ويحفظ لنا أسابيع الحصاد حسب مواقيتها. 25 غير أن آثامكم قد حولت عنكم هذه البركات، وخطاياكم حرمتكم من الخير. 26 ففي وسط شعبي قوم أشرار يكمنون كما يكمن القناصون للطيور، وينصبون الفخ لاقتناص الناس. 27 بيوتهم تكتظ بالخديعة كقفص مملوء طيورا، لذلك عظموا وأثروا. 28 ازدادوا سمنا ونعومة، وارتكبوا الشر متجاوزين كل حد. لم يحكموا بعدل في دعوى اليتيم حتى تنجح، ولم يدافعوا عن حقوق المساكين. 29 أفلا أعاقبهم على هذه الأمور؟ يقول