شهودي. هل هناك إله غيري؟ هل هناك صخرة أخرى لا علم لي بوجودها؟ 9 كل صانعي التماثيل لا جدوى منهم، ومشتهياتهم لا طائل منها. وهم شهود عليها أنها لا تبصر ولا تعلم لكي يخزوا. 10 من يصور صنما أو يسبك تمثالا لا ترتجى منه فائدة؟ 11 هذا وأمثاله يلحق بهم العار لأن الصناع ليسوا سوى بشر. فليجتمعوا إذا ويمثلوا أمامي، فينتابهم رعب ويخزوا معا.
12 يصنع الحداد فأسا بعد أن يقلبها في جمرات الكور ويطرقها، ويشكلها بذراعه القوية. لا يعبأ بالجوع ولا بنضوب قوته، ولا بالعطش والإعياء. 13 ثم يأتي نجار فيتناول قطعة خشب ويمد عليها الخيط ويعلمها وينعمها ويحفر عليها بالبركار صورة إنسان ساحر الجمال لينصبه صنما في منزل. 14 يقطع شجرة أرز أو يختار سنديانا أو بلوطا. يتركها تنمو بين أشجار الغابة. أو يزرع شجرة صنوبر فينميها المطر. 15 ثم تصبح وقودا لنيران الناس: يأخذ بعضا منها ليدفئ نفسه، أو يوقده ليخبز خبزه، أو ينحت منه إلها يعبده، يصنع منه تمثالا يخر أمامه ساجدا.
16 يوقد نصفه في النار وعلى نصفه الآخر يأكل لحما، يشوي شواء ويشبع، ويدفئ نفسه قائلا: آه، أنا مستدفئ، وأرى نارا. 17 ويصنع ما تبقى منه إلها، صنما يخر أمامه ساجدا مبتهلا إليه قائلا: أنقذني. أنت إلهي.
18 إنهم لا يفقهون ولا يدركون، إذ غشي على عيونهم فلا يبصرون، وأغلق على قلوبهم فلا يفهمون. 19 ليس من متأمل أو ذي معرفة أو إدراك يقول: قد أحرقت نصف الشجرة بالنار وخبزت خبزي على جمراتها، شويت لحما عليها وأكلته.
أفأصنع من بقيتها رجسا وأسجد أمام قطعة خشب؟ 20 لكأنه يأكل الرماد! يجري وراء سراب ويعجز عن إنقاذ نفسه أو الاعتراف أن الصنم الذي يمسكه بيده هو محض ضلال!
21 أذكر هذه الأمور يا يعقوب، لأنك أنت عبدي يا إسرائيل، قد جبلتك فأنت عبدي، وأنا لا أنساك يا إسرائيل. 22 قد محوت كغيمة عابرة ذنوبك، وكسحابة خطاياك. ارجع تائبا إلي لأني قد فديتك. 23 ترنمي أيتها السماوات لأن