(أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون).
ولهذا في كل عصر يرجع الناس في الشدائد والاستسقاء إلى الصلحاء يستغيثون بهم كما فعل سيدنا عمر مع العباس عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الاستسقاء حتى كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقولون للعباس رضي الله عنهم هنيئا لك يا ساقي الحرمين.
فإن كنت صادقا يا باشميل. وأنى لك، هات رجلا من المصلين المستغيثين بالأنبياء والأولياء واسأله هل هذا النبي. أو الولي قادر على أن ينفع أو يضر. بغير إذن الله. ستجد الجواب لا والله لا ينفع ولا يضر إلا الله. وإنما هؤلاء وسيلة أمرا لله بابتغاءها.
وكان الصحابة رضوان الله عليهم إذا نزل بهم قحط أو شدة التجأوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: روى البيهقي في الدلائل عن أنس رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال.
يا رسول الله أتيناك وما لنا صبي يغط. ولا بعير يئط. وأنشد شعرا نكر فيه سوء حالهم من عدم المطر. قال في آخره:
فليس لنا إلا إليك فرارنا * وأين فرار الناس إلا إلى الرسل فقام صلى الله عليه وسلم حتى صعد المنبر ورفع يديه إلى السماء ودعى فما ردهما إلى نحره حتى سقوا إلى أن شكوا الغرق.
قوله يغط صوت النائم: وهذا لا ينام من الجوع، ويئط أي يحن