وكتاب (الشيعة والسنة) المملوءان بالكذب، والافتراء، والغلط، والخلط ولسان حالكم يقول لهذا الشاب ولأمثاله: دع الدعايات الكافرة تعمل عملها المدمر في أفكار أبناء الأمة، وتذهب بعقيدتك في التوحيد، والنبوة، والقرآن والمعاد، والآداب الإسلامية.
أفسح لها المجال في ذلك، وعاد شيعة أهل البيت، ومحبي أصحاب الكساء، وقل فيهم كل ما تريد، واجعل ذلك شغلا لطائفتك خاصة، ولأهل السنة عامة شاغلا لهم عما يتعرض له الإسلام ممن يحاربه بلسانه، ويده وقلمه، وقوته، وماله، فلا ضير أن خسرنا في سبيل ذلك الإسلام وكتابه بعدما نكون قد احتفظنا بشريعة أموية يزيدية، وملة مروانية وليدية، ودافعنا عن شرعية حكومات أمثال معاوية، ويزيد، ومروان وعبد الملك بن مروان، وغيرهم ممن نعرفهم من أصحاب المثل العليا في الحكومات الإسلامية.
هذا حاصل ما تؤدي إليه هذه الكتيبات، وهذه الافتراءات وصيحات الزور والبهتان التي تقشعر منها الجلود يكررونها واحدا بعد واحد كل يوم يصغون إلى أجوبتها، ولا يقرأون ما كتب في دفعها، ولا يلتفتون إلى نتائجها المخزية حتى أن مؤلف (الشيعة والسنة) ما أتى بشئ إلا كرر ما قاله أسلافه ولم يلتفت إلى الأجوبة الشافية التي كانت بين يديه في (مع الخطيب في خطوطه العريضة).
لأنه يرى أنه إن تعرض لما ذكر فيه من الأجوبة لا يبقى له مجال للتكرار ولا يمكنه الرد عليها أو مناقشتها سيما في المسائل العلمية التي ليس الخوض فيها إلا من شأن العلماء والباحثين المحققين، ولو كان منصفا، وأتى في كتابه في كل مبحث رد به علينا بفكرتنا التي هي موضوع رده وتكراره وذكرها بألفاظه لما أمكنه التعمية، والمغالطة، ولظهرت للقراء أكاذيبه ومغالطاته كما تظهر لهم أكذوبات الخطيب.