سيوف الله الأجلة وعذاب الله المجدي - محمد عاشق الرحمن القادري الحبيبي - الصفحة ٢٣
فإن التوسل بذوات الأنبياء الكرام والرسل العظام عليهم الصلاة والسلام في الحياة والممات جائز مشروع فإن التوسل نوع من مباشرة أسباب الخير وقد قرر الله سبحانه وتعالى لكل شئ سببا فإن التعليم من أسباب حصول العلم والجهاد من أسباب الفوز بالخير والفلاح والصيام والرياضة النفسية المباحثة من أسباب تصفية القلب وتزكية النفس وللأنبياء والرسل الكرام جاه عظيم عند الله تعالى - قال سبحانه وتعالى وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وقال في شأن سيدنا موسى عليه السلام وكان عند الله وجيها وحديث توسل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بحقه وحق الأنبياء قبله في عفو (فاطمة) أم سيدنا علي كرم الله وجهه وارد مقبول وحديث أصحاب الرقيم في كشف الصخرة عنهم وتوسلهم بأعمالهم الصالحة مروي في الصحاح وكذلك حديث تشفع الصحابي المكفوف بجاه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ورد بصره إليه ثابت وإذا كان حادثة عمى سيدنا يعقوب تزول بمس قميص سيدنا يوسف كما نصت عليه الآية الشريفة فكيف يبقى مجال إنكار للتوسل بذوات الرسل عليهم الصلاة والسلام والتوسل بهم وبالأولياء الكرام وبأعمالهم الصالحة وبأعمال نفس الداعين كل ذلك حق مشروع وفيه كمال الاعتراف بالعبودية ولا ينكره إلا جاهل غبي انحرف عن طريق الرشد وإجماع المسلمين وما رآه (1)

(١) قال العلامة السخاوي رحمه الله تعالى في المقاصد الحسنة رواه أحمد في كتاب السنة من حديث أبي وائل عن ابن مسعود وهو موقوف حسن وكذا أخرجه البرار الطبرسي والطبراني وأبو نعيم في ترجمة ابن مسعود من الجلية بل هو عند البيهقي في الاعتقاد من وجه آخر عن ابن مسعود قال عبد الله محمد الصديق بل هو في المستند أيضا أقول وقد اعترف ابن قيم بصحة معناه في كتابه الذي صنفه في أحكام الروح - 12
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»