الوهابية في صورتها الحقيقية - مركز الغدير - الصفحة ٥٠
الله (ص) من دار الحرب، أي تهدر دماؤهم وأموالهم.
وهكذا حكم الوهابية على دار الإسلام وإن كان أهلها من أعبد الناس لله تعالى وأكثرهم صلاحا، إذا كانوا يعتقدون جواز السفر لزيارة قبر النبي ومشاهد الصالحين ويطلبون منهم الشفاعة.
ويلاحظ في النقطتين معا أن الوهابية شر من الخوارج، فالخوارج نظروا إلى أمور أجمع المسلمون على أنها كبائر، بينما ركز الوهابية على أعمال ليست هي من الذنوب أصلا، بل هي من المستحبات التي عمل بها السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم لا خلاف، كما تقدم بيانه.
ج - تشابه الوهابية والخوارج في التشدد في الدين والجمود في فهمه.
فالخوارج لما قرأوا قوله تعالى (إن الحكم إلا لله) قالوا:
من أجاز التحكيم فقد أشرك بالله تعالى، واتخذوا شعارهم (لا حكم إلا لله) كلمة حق يراد بها باطل، فقولهم هذا جمود وجهل كبير، فالتحكيم في الخصومات ثابت في القرآن الكريم وفي بداهة العقول وفي السنة النبوية وسيرة
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 47 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست