هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ٦٧
الوحيد هو الشريعة الإسلامية، مع أن المسلمين في شرق الأرض وغربها يتجاهلون وجودها، ولا يشعرون نحوها بشئ مما ذكرت، بل إن المسلمين كلهم أو جلهم يتمنون زوالها، قال الشيخ أبو زهرة في كتاب " المذاهب الإسلامية ". إن أكثر المسلمين ينفرون من الوهابية أشد النفور. الجواب أعتقد أن هذا القائل - لو وجد - فهو غير جاد في قوله إلا أن يكون أعمى القلب والعينين، لأن العبرة بالتنفيذ، والعمل بما تمليه الشعارات، لا بالشعارات ذاتها، فكثيرا ما تأتي الشعارات للتغطية والتضليل، وكلمة لا إله إلا الله عظيمة وقوية، وحية نامية، فيجب أن تستعمل فيما وضعت له، أو فيما ينسجم معها انسجاما حقيقيا، حيث التقدم والازدهار، والعدل والحرية والمساواة، واجتناب المحرمات، لا حيث البؤس المتراكم إلى جانب الفسق والفجور، وضروب الإسراف والتبذير على أسرة الذهب والسيارات الفخمة، والسهرات الحمر مع السمراوات والشقراوات.
وإذا نظرنا إلى المملكة السعودية فلا نجد جهة إلا وفيها الضعف والهزال، والتأخر والانحطاط، فأول ما يبدو للناظر في هذه المملكة التفاوت بين الناس، وتفوق بعضهم على بعض بالمال والثراء، وتحالف الأقوياء مع الرأسمالية الأجنبية، لاحتكار الخيرات والموارد، واستغلال المستضعفين، وكبت
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»