شاركه فيه غيره لبطلت فائدة التمدح وكذلك يستدل بقوله تعالى (خالق كل شئ فاعبدوه) وقوله تعالى (قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار) ثم الدليل من حيث العقل على أن الرب تعالى منفرد بالإيجاد والاختراع أن الأفعال دالة على علم فاعلها والأفعال الصادرة من العباد لا يحيطون بمعظم صفاتها ولو كانوا خالقين لها لكانوا محيطين بجملة صفاتها فصل العبد غير مجبر على أفعاله بل هو قادر عليها مكتسب لها والدليل على إثبات القدرة للعبد أن العاقل يفرق بين أن ترتعد يده وبين أن يحركها قصدا ومعنى كونه مكتسبا أنه قادر على فعله وإن لم تكن قدرته مؤثرة في إيقاع المقدور وذلك بمثابة الفرق بين ما يقع مرادا وبين ما يقع غير مراد وإن كانت الإرادة لا تؤثر في المراد
(١٠٧)