وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٥٢٥
وقال مصعب الزبيري، عن مالك: ولقد أحرم علي بن الحسين فلما أراد أن يقول لبيك قالها فأغمي عليه حتى سقط من ناقته فهشم. ولقد بلغني أنه كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة إلى أن مات. وكان يسمى زين العابدين لعبادته (1).
وقال عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه: ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين ولا أفقه منه (2).
وقال له نافع بن جبير: إنك سيد الناس وأفضلهم (3).
قال جرير بن عبد الحميد عن عمرو بن ثابت: لما مات علي بن الحسين وجدوا بظهره أثرا، فسألوا عنه، فقالوا: هذا ما كان ينقل الجرب بالليل على ظهره إلى منازل الأرامل (4).
وقال جرير أيضا عن شيبة بن نعامة: كان علي بن الحسين يبخل، فلما مات وجدوه يعول مائة أهل بيت بالمدينة (5).
وقال فيه الشافعي: هو أفقه أهل المدينة.
وقال الواقدي: كان من أورع الناس، وأعبدهم، وأتقاهم لله عز وجل، وكان إذا مشى لا يخطر بيديه (6).
سأل عمر بن عبد العزيز وقد قام عنده علي بن الحسين (عليه السلام): من أشرف الناس؟
فقالوا له: أنتم. فقال: كلا، فإن أشرف الناس هذا القائم من عندي آنفا، من أحب الناس أن يكونوا منه، ولم يحب أن يكون من أحد.

١ - تهذيب التهذيب: ٧ / ٢٦٩. صفوة الصفوة: ٢ / ٩٩.
٢ - تهذيب الكمال: ٢ / ٣٨٧. تذكرة الخواص: ص ١٨٦.
٣ - صفوة الصفوة: ٢ / ٩٨. كشف الغمة: ص ١٩٩.
٤ - تهذيب الكمال: ٢٠ / ٣٩٢.
٥ - المصدر السابق.
٦ - البداية والنهاية: ٩ / 104.
(٥٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 530 ... » »»