وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٣٦٤
ولكن تبقى مخالفاتهم كثيرة، وسنذكر بعض الأمثلة ليرى القراء الكرام صحة ما نقوله. ويجب ان نتذكر أن الميزان هو كتاب الله وسنة رسوله لا غيرهما.
تكبيرات صلاة الجنازة وهذه سنة أخرى تركها أهل السنة فهم يكبرون على الجنازة أربعا بدلا من خمس تكبيرات كما جاءت السنة بها.
أخرج الإمام أحمد عن عبد الأعلى، قال: " صليت خلف زيد بن أرقم على جنازة فكبر خمسا، فقام إليه أبو عيسى عبد الرحمن بن أبي ليلى فأخذ بيده فقال: نسيت؟ قال:
لا، ولكن صليت خلف أبي القاسم خليلي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكبر خمسا فلا أتركها أبدا " (1).
وأخرج الإمام أحمد من طريق يحيى بن عبد الله الجابر، قال: صليت خلف عيسى مولى لحذيفة بالمدائن على جنازة فكبر خمسا، ثم التفت إلينا فقال: ما وهمت ولا نسيت ولكن كبرت كما كبر مولاي وولي نعمتي حذيفة بن اليمان، صلى على جنازة وكبر خمسا ثم التفت إلينا فقال: ما نسيت ولا وهمت ولكن كبرت كما كبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى على جنازة فكبر خمسا " (2).
قال ابن القيم: " وصح عنه - أي النبي - أنه كبر خمسا " (3).
هذه هي سنة الرسول. خمس تكبيرات، فكيف ترك أهل السنة هذه السنة مع أنهم يتغنون بأنهم أهلها؟ وأنا أشهد بأن السلفية نادوا كثيرا بالرجوع للكتاب والسنة، ولكن للأسف كانوا هم أول من خالفهما، وهذا دليل من عشرات الأدلة على ذلك.

١ - مسند أحمد: ٤ / ٣٧٠، وذكر هذه السنة السيوطي في تاريخ الخلفاء حين ذكر وفاة عمر ٢٣ ه‍ مطبوع بهامش تاريخ ابن الأثير، ابن الشحنة في روضة المناظر.
٢ - مسند أحمد: ٥ / ٤٠٦، ورواه الحافظ الذهبي في ترجمة يحيى بن عبد الله في ميزان الاعتدال برقم ٩٥٥٩، راجع النص والاجتهاد: ص ٢١٤. عمدة القاري: ٤ / 129.
3 - زاد المعاد: 1 / 507.
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»