وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٣٦٣
لحبوط أعمالهم (1)، فكيف تقديم آرائهم وعقولهم وأذواقهم وسياستهم ومعارفهم على ما جاء به ورفعها عليه؟! أليس هذا أولى أن يكون محبطا لأعمالهم " (2).
بلى والله!! الحق إني أوافقك في هذا يا شيخ صلاح " إذا كان رفع أصواتهم فوق صوته سببا لحبوط أعمالهم، فكيف تقديم آرائهم وعقولهم وأذواقهم...؟ ".
ليت شعري ماذا يقول هذا الشيخ ومن معه بسلفه الذين قدموا آراءهم وعقولهم على قول الله وقول رسوله؟! أيقول فيهم ما قاله هنا؟! اللهم اشهد..
وقال أستاذنا القيسي: " فإنه ما سلم في دينه إلا من سلم لله (3) ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم).
أي سلم لنصوص الكتاب والسنة ولم يعترض عليها بالشكوك والشبه والتأويلات، ولم يعارضهما برأيه وبما يوصله إليه عقله " (4).
لقد صدقت يا أستاذنا. فالحمد لله الذي أنقذنا ولم يجعلنا نتبع من عارضوا الكتاب والسنة بآرائهم وبذلك سلمنا في ديننا، نسأل الله الهداية للجميع.
أهل السنة يخالفون السنة لقد تمرد الصحابة على النص ولم يسلموا له، وتبعهم أهل السنة في ذلك، فحرموا نكاح المتعة تبعا لعمر، واتبعوا طريقة عمر في صلاة نافلة رمضان - التراويح - خلافا للسنة...
اللهم إلا طلاق الثلاث في مجلس واحد، فقد جعلوه طلقة واحدة تبعا لابن تيمية الذي أفتى بذلك. وأنا أشهد بأنهم أصابوا السنة في هذه.

١ - يشير بهذا إلى قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) * سورة الحجرات: ٢، مع العلم بأن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر حين رفعوا أصواتهم فوق صوت النبي لقصة معروفة حسبما روى لنا البخاري.
٢ - تقديمه لكتاب تحفة الأنام في العمل بحديث النبي (عليه السلام): ص ١٠.
٣ - التحفة السنية في تهذيب شرح العقيدة الطحاوية: ص 29.
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»