وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٣٢٧
فأخطأ " (١).
محاكمة:
لماذا لا نجري أحكام الله في مجراها الصحيح؟ خالد مجتهد، ومعاوية مجتهد، وعائشة، ويزيد... وكلهم مأجورون. لماذا؟ لأنهم صحبوا النبي، فتطهرت نفوسهم وصاروا عدولا. هكذا يقول أهل السنة، فالصحبة منزلة عظمى تعصم صاحبها من العقاب، وفي الأمثلة القادمة، سنرى حكم الله ورسوله في منازل أعلى من منزلة الصحبة.
إبليس طاووس الملائكة:
كان إبليس من أقرب المخلوقات إلى الله وأعبدهم، لكن إبليس تمرد على أمر الله واستكبر ورفض السجود لآدم بحجة ﴿أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين﴾ (٢).
لكن ماذا كان مصير إبليس؟ الطرد واللعن هذا هو مصيره. فهذا إبليس مع عظم منزلته عند الله لم تنفعه منزلته حين اجتهد أمام النص ولم يقل الله له: أنت مجتهد مخطئ مغفور لك ولك أجر (٣)!
فلماذا يقال لمعاوية - شارب الخمر، آكل الربا، قاتل الأبرياء - مجتهد وله أجر، ولا يقال ذلك لإبليس؟! مع أن هذا في حق إبليس أولى (٤) إذ هو طاووس الملائكة، فهذا هو حكم الله ﴿أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون﴾ (5).

١ - تاريخ ابن كثير: ٨ / ٢٢٣ - ٢٢٤.
٢ - سورة ص: ٧٦.
٣ - كما فعل ابن تيمية وابن كثير... مع الصحابة!
٤ - وأنا أجزم بأن إبليس (لعنه الله) لو كان صحابيا وعصى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لقالوا عنه: مجتهد له أجر!!
٥ - المائدة: ٥٠.
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»