فليتهم يتصدقون علينا بريشة منه!! (١).
قد يهون الأمر إذا لم يمس مصير خلق الله، قال تعالى: ﴿ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا﴾ (٢) فعلى قاعدة أن كل ألفاظ القرآن تحمل على الحقيقة فهذه الآية تعني: من كان أعمى البصر في الدنيا فهو كذلك في الآخرة. مع أن المقصود عمى البصيرة! فهذا المنهج في التعامل مع النصوص ينقضه القرآن نفسه.
وقد أخبرنا أحد أساتذتنا ممن يدرسون العقيدة السلفية أن هناك رأيا يميل إلى أن الحقيقة فقط في آيات الصفات. وهذا القول مناقض لما قرره السلفية من أن القرآن صفة إلهية. فعلى هذا لا يجوز تأويل القرآن ككل!!
وقال السلفية: إن الله في السماء (٣) يرى كما يرى القمر. مع أن الله (٤) نفى هذا الشئ عن نفسه بصريح العبارة فقال: ﴿لا تدركه الأبصار﴾ (٥) وقال مخاطبا موسى (عليه السلام) حين طلب رؤيته: ﴿لن تراني﴾ (6) ولن: تفيد التأبيد.
إن نظرة واحدة إلى مصير بني إسرائيل الذين طلبوا رؤية الله تكفي لأن تجعلنا نرفض هذا الاعتقاد. قال الله على لسان بني إسرائيل: (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون) (7).
فلو كانت رؤية الله أمرا مشروعا لما عاقبهم الله هذا العقاب، ولوعدهم برؤيته