نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ٢١٨
* (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) * (1) يستفاد من هذه الآية انه لو لم يكن للمعاد وجود لكان خلق الإنسان في هذا العالم عبثا ولكن لا يصدر العبث من الله الحكيم إذن فهناك عالم آخر من أجل الرجوع إلى الله.
المقدمة الأولى لهذا البرهان انه لو لم تكن بعد هذه الحياة الدنيوية حياة أخروية يكون خلق العالم هذا عبثا وأما المقدمة الثانية (انه لا يصدر العبث من الله).
النتيجة انه لابد من حياة أخروية بعد الحياة الدنيوية لكي يصل الإنسان إلى نتائج أعماله في عالم الآخرة وبما ان خلق الإنسان بمنزلة الهدف والغاية لخلق العالم فإذا كان خلق الإنسان في هذا العالم عبثا وبلا هدف حكيم فسيكون خلق العالم أيضا عبثا وباطلا.
يقول القرآن الكريم في وصف " أولى الألباب ":
* (ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) *. (2) 2 - برهان العدالة إن مقتضى العدل الإلهي وصول الأخيار والأشرار إلى الثواب والعقاب على أعمالهم وتمييز مصير كل منهما عن الآخر وبما انه لا يوجد

1 - المؤمنون / 115.
2 - آل عمران / 191.
(٢١٨)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»