نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ١١٠
في طريق الصحيح جبريا وإن خالف رغبتهم وإرادتهم. (1) الشبهة الثالثة لماذا لم يكشف الله تعالى للناس أسرار الطبيعة من طريق الوحي، ليمكنهم - من خلال الاستفادة والتزود من أنواع النعم الإلهية - من دفع عجلة تكاملهم وتقدمهم إلى الإمام بصورة أسرع.
الجواب إن الحاجة الرئيسية لوجود الوحي والنبوة إنما تتمثل في الأمور والمجالات التي لا يمكن للبشر الوصول إليها بوسائل المعرفة العادية فمثلا إن مهمة الأنبياء الرئيسية هي إعانة الناس على وظائفهم في شتى الظروف ليتعرفوا على القيم الإنسانية الأصلية وعلى وظائفهم و تكاليفهم في مجال عبادة الله وفي حياتهم الشخصية والفردية أو تجاه بني نوعهم وسائر المخلوقات حتى يمكنهم - من خلال ممارستها - الوصول إلى كمالهم وسعادتهم الحقيقية الأبدية.
والحاصل: إن مقتضى الحكمة الإلهية أن يتمكن الناس - بالاستفادة من النعم المادية - من إدامة حياتهم الدنيوية والاستمرار بها وأن يمكنهم من خلال الاستفادة من العقل والوحي تحديد اتجاه تحركهم نحو الكمال الحقيقي والسعادة الأبدية.
والملاحظ أن الأنبياء إضافة لقيامهم بمهمتهم الرئيسية (الهداية)

1 - الآيات: (35، 107، 112 و 137) من الأنعام، و (99) من يونس و (118) من هود و (9 و 93) من النحل و (8) من الشورى و (4) من الشعراء، و (253) من البقرة.
(١١٠)
مفاتيح البحث: الحاجة، الإحتياج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»