منهج الأشاعرة فى العقيدة - الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي - الصفحة ٢١
في اللوح المحفوظ ثم أنزله في صحائف إلى سماء الدنيا) فكان جبريل يقرأ هذا الكلام المخلوق ويبلغه لمحمد صلى الله عليه وسلم، وقال آخرون: إن الله أفهم جبريل كلامه النفسي وأفهمه جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم فالنزول نزول إعلام وإفهام لا نزول حركة وانتقال ج لأنهم ينكرون علو الله ج ثم اختلفوا في الذي عبر عن الكلام النفسي بهذا اللفظ والنظم العربي من هو؟
فقال بعضهم: هو جبريل، وقال بعضهم: بل هو محمد صلى الله عليه وسلم!
واستدلوا بمثل قوله تعالى: (إنه لقوم رسول كريم) في سورتي الحاقة والانشقاق حيث أضافه في الأولى إلى محمد صلى الله عليه وسلم وفي الأخرى إلى جبريل بأن اللفظ لأحد الرسولين (جبريل أو محمد) وقد صرح الباقلاني بالأول وتابعه الجويني.
قال شيخ الاسلام: (وفي إضافته تعالى إلى هذا الرسول تارة وإلى هذا تارة دليل على أنه إضافة بلاغ وأداء لا إضافة أحداث لشئ منه وإنشاء كما يقول بعض المبتدعة الأشعرية من أن حروفه ابتداء جبريل أو محمد مضاهاة منهم في نصف قولهم لمن قال إنه قول البشر من مشري العرب).
وعلى القول أن القرآن الذي نقرؤه مخلوق سار الأشاعرة المعاصرون وصرحوا، فكشف بذلك ما أراد شارح الجوهرة أن يستره حين قال: (يمتنع أن يقال إن القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم).
السادس: القدر:
أراد الأشاعرة هنا أن يوفقوا بين الجبرية والقدرية فجاؤوا بنظرية الكسب وهي في مآلها جبرية خالصة لأنها تنفي أي قدرة للعبد أو تأثير أما حقيقتها النظرية الفلسفية فقد عجز الأشاعرة أنهم عن فهمها فضلا عن إفهامها لغيرهم ولهذا قيل:
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»