مناظرات الإمام الصادق (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٤٦
على حدوث العالم؟ فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): من أقرب الدليل على ذلك ما أظهره لك، ثم دعا ببيضة فوضعها في راحته وقال: هذا حصن ملموم داخله غرقئ رقيق يطيف به كالفضة السائلة والذهبة المائعة، أتشك في ذلك؟ قال أبو شاكر: لا شك فيه، قال أبو عبد الله (عليه السلام): ثم إنه ينفلق عن صورة كالطاووس، أدخله شئ غير ما عرفت؟ قال:
لا. قال (عليه السلام): فهذا دليل على حدوث العالم. فقال أبو شاكر الديصاني: دللت يا أبا عبد الله فأوضحت، وقلت فأحسنت، وذكرت فأوجزت، وقد علمت أنا لا نقبل إلا ما أدركناه بأبصارنا، أو سمعناه بآذاننا، أو ذقناه بأفواهنا، أو شممناه بأنوفنا، أو لمسناه ببشرتنا، فقال (عليه السلام): ذكرت الحواس الخمس وهي لا تنفع في الاستنباط إلا بدليل كما لا تقطع الظلمة بغير مصباح، يريد بذلك (عليه السلام) أن الحواس الخمس بغير عقل لا توصل إلى معرفة الغائبات وأن الذي أراه من حدوث الصور معقول، بني العلم به على محسوس.
ومن مناظراته في التوحيد مع الزنادقة، ما ورد في حوار طويل مع أحد الزنادقة يشتمل على متنوعات كثيرة
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»