مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٤٧٨
الذين جاوزوا معه النهر).
فإذا كان التابع سابقا على الأولين وحائزا لمقام القرب المختص بالسابقين {والسابقون السابقون * أولئك المقربون} (1)، ولم يدركه في الاستباق إلى الكمالات الآخرون، فما أعظم مقام المتبوع الذي هو باب الله (2) وديان دينه وخليفة الله وناصر حقه وحجة الله ودليل إرادته.
أنه (عليه السلام) مظهر للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إن للنبي خصوصية وهي كونه (صلى الله عليه وآله وسلم) خاتم الأنبياء، كما أن للمهدي (عليه السلام) خصوصية وهي كونه خاتم الأوصياء، وكما أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فاتح الدين فالمهدي (عليه السلام) خاتمه، وقد دلت على هذا الأمر روايات العامة والخاصة " المهدي منا، يختم الدين بنا كما فتح بنا " (3)، (بكم فتح الله وبكم يختم) (4).
ولهذا، ظهرت فيه (عليه السلام) الخصوصيات الجسمية والروحية والاسمية للخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم).
إن افتتاح الدين واختتامه بأبي القاسم محمد كنية واسما وصورة وسيرة - مع تعدد الشخص بخاتم النبيين وخاتم الوصيين - يحكى عند أهل النظر عن مقام

(١) سورة الواقعة: ١٠ - ١١.
(٢) الاحتجاج للطبرسي ج ٢ ص ٣١٦.
(٣) الصواعق المحرقة: ١٦٣، وقريب منه في المعجم الأوسط ج ١ ص ١٣٦، وعقد الدرر الباب السابع ص ١٤٥، كنز العمال ج ١٤ ص ٥٩٨، ينابيع المودة ج ٣ ص ٢٦٢ و ٣٩٢ ومصادر أخرى للعامة.
كشف الغمة ج ٢ ص ٤٧٣ الرابع والثلاثون في ذكرى المهدي وبه يؤلف الله بين قلوبهم، اليقين ص ٣٢٥ ومصادر أخرى للخاصة.
(٤) الكافي ج ٤ ص ٥٧٦.
(٤٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 ... » »»