مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٤٣
وختام الكلام في هذا المقام بكلمة هي حصن الله الحصين من عذاب الدنيا والآخرة، عن أبي حمزة: عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: (ما من شئ أعظم ثوابا من شهادة أن لا إله إلا الله، لأن الله عز وجل لا يعدله شئ ولا يشركه في الأمر أحد) (1).
يستفاد من هذه الرواية أنه كما أن الله تعالى ليس له عديل ولا شريك له في أمره، كذلك لا عديل لشهادة " لا إله إلا الله " في الأعمال، ولتناسب الجزاء مع العمل، فلا عديل له - من الأعمال - في الثواب.
إن الشهادة ب‍ " لا إله إلا الله " باللسان توجب صيانة النفس والمال والعرض في الدنيا، والشهادة بها بالقلب توجب النجاة من عذاب النار في الآخرة، والفوز بنعيم الجنة، فهذه الكلمة المباركة مظهر للرحمة الرحمانية والرحيمية.
روي عن الصادق (عليه السلام): (إن الله تبارك وتعالى أقسم بعزته وجلاله أن لا يعذب أهل توحيده بالنار أبدا) (2).
وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما جزاء من أنعم الله عز وجل عليه بالتوحيد إلا الجنة) (3).
إن من تكون هذه الكلمة ذكره الدائم فقد نجت سفينة قلبه بمرساة " لا إله إلا الله " من مهاوي الهلكة والأمواج المهيبة من الحوادث والوساوس والأهواء {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (4).
إن كلمة " لا إله إلا الله " ذكر تؤدى حروفه بالجهر والإخفات، فهي تجمع بين الذكر الجلي والخفي، وتشتمل على الاسم المقدس " الله "، وقد روي عن أمير

(١) التوحيد للصدوق ص ١٩ باب ١ ح ٣.
(٢) التوحيد للصدوق ص ٢٠ باب ١ ثواب الموحدين.
(٣) التوحيد للصدوق ص ٢٢ باب ١ ثواب الموحدين.
(٤) سورة الرعد: ٢٨.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 39 40 41 42 43 44 46 48 49 50 ... » »»