مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٤٠٢
علم التفسير وما كتب فيه على مر القرون. كل من أولئك يتبين كيف وفق المؤلف رضوان الله عليه للوفاء بكل ما قال في المقدمة من علوم القرآن المتعددة، وإلى أي مدى عال مرموق بلغ من ذلك كله، وبأي أسلوب بليغ عالي المنزلة عالج النواحي التي عالجها، وبأي أمانة وصدر رحب نقل ما نقل من آراء مخالفيه في الرأي أو المذهب، على ندرة هذه الخطة الأخيرة بين غير قليل من العلماء الذين يتصدون للتأليف في العلوم والفنون التي يكثر فيها الاختلاف، ويشتد، كما ترى بوضوح في كثير من المؤلفات في علم الكلام، وعلم الفقه. (1) يقول الطبرسي في مقدمة مجمع البيان: ابتدأت بتأليف كتاب هو في غاية التلخيص والتهذيب وحسن النظم والترتيب، يجمع أنواع هذا العلم وفنونه، ويحوي فصوصه وعيونه، من علم قراءاته وإعرابه، ولغاته وغوامضه ومشكلاته، ومعانيه وجهاته، ونزوله وأخباره، وقصصه وآثاره، وحدوده وأحكامه، وحلاله وحرامه، والكلام على مطاعن المبطلين، وذكر ما ينفرد به أصحابنا - رضي الله عنهم - من الاستدلالات بمواضع كثيرة منه على صحة ما يعتقدونه من الأصول والفروع والمعقول والمسموع على وجه الاعتدال والاختصار، فوق الإيجاز ودون الإكثار - إلى أن يقول: - إني قد جمعت في عربيته كل غرة لائحة، وفي إعرابه كل حجة واضحة، وفي معانيه كل قول متين، وفي مشكلاته كل برهان مبين، وهو بحمد الله للأديب عمدة، وللنحوي عدة،، وللمقرئ بصيرة، وللناسك ذخيرة، وللمتكلم حجة، وللمحدث محجة، وللفقيه دلالة، وللواعظ آلة....

(1) الدكتور محمد يوسف موسى الأستاذ بكلية أصول الدين في القاهرة مجلة رسالة الإسلام، العدد الأول من السنة الثانية ص 68.
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»