مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٣١٢
الوصي هو المفسر الثاني من سبر كتب التفسير والحديث يجد أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام هو المفسر الأكبر بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعنه أخذ كثير من الصحابة. قال السيوطي: أما الخلفاء فأكثر ما روي عنه منهم علي بن أبي طالب عليه السلام، والرواية من الثلاثة نزرة جدا، فأما علي عليه السلام فروي عنه الكثير. وقد روى معمر عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل قال: شهدت عليا يخطب، فيقول: " فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل ".
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود، قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن، وإن علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن.
وأخرج أيضا من طريق أبي بكر بن عياش، عن نصير بن سليمان الأحمسي، عن أبيه، عن علي، قال: " والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم أنزلت؟
وأين أنزلت؟ أن ربي وهب لي قلبا عقولا، ولسانا سؤولا ". (1) يقول الذهبي في مكانة " علي " في التفسير: جمع علي رضي الله عنه إلى مهارته في القضاء والفتوى، علمه بكتاب الله وفهمه لأسراره وخفي معانيه، فكان أعلم الصحابة بمواقع التنزيل، ومعرفة التأويل، فقد روي عن ابن عباس أنه قال: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب عليه السلام. (2)

(1) الإتقان: 4 / 204.
(2) التفسير والمفسرون: 1 / 89 - 90.
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»