مذهب أهل البيت (ع) - السيد علي نقي الحيدري - الصفحة ٤٣
مناشدة على ضوء الأحاديث السابقة أيها المسلم وجهه لله، عرضت بين يديك على منضدة البحث ثمانين حديثا نبويا دالا على توجيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته إلى التمسك بعلم عترته أهل البيت عليهم السلام، وبملاحظة تعدد طرق أكثرها تكون أضعاف هذا العدد فأنشدك الله إلا ما سرحت نظرك فيها فهل تجد بها مغمزا أو مهمزا فدلني عليه لعلي أصل معك إلى ميدان الحقيقة فإني معك طالبها. ألا تجد في قلبك اقتناعا بمؤداها، وانقيادا لمرماها؟ لا شك أنك إن نظرت إليها بنظارة قلبك الطاهر وقلبت طوائفها وأصنافها تنصهر بنورها وتتكهرب بتيارها إن كنت على ما تعاهدنا عليه من تطهير قلبك من كل علاقة إلا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. ثم إن أردت الازدياد من الأحاديث جئتك بأضعافها من جميع أصنافها. أفلا تكفيك هذه الكمية الوفيرة والحجج الكثيرة التي رواها جل علماء الإسلام وحفاظ السنة في أسفارهم؟
أفلا تدلك دلالة لا ريب فيها على أن المشرع الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أرشد أمته إلى انتهاج منهج أهل بيته واتباعهم، وأخذ الأحكام منهم، والاهتداء بطريقتهم، والسير على سيرتهم، واقتفاء آثارهم، والتعلم منهم، وإنهم ورثة علمه، وخزان دينه، وسدنة شريعته، ومصابيح أمته، وأمراء مملكته، وحجج الله في بريته، وسفراؤه بين خليقته، والأدلاء على صراطه، والحفظة لكتابه، وأعلام بلاده، والخلفاء
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»