مدينة النجف - محمد علي جعفر التميمي - الصفحة ٢٠٢
الرابعة في عام 760 ه‍ - 1358 م ولم يذكر مؤرخو القرن الثامن للهجرة اسم صاحبها ولم ينسبوها إلى أحد - إلا أن بعض المتأخرين يرتأي أنها من آثار السلطان أويس بن الشيخ حسن الجلائري (1) مستشهدا على ذلك بالخدمات الكثيرة التي أسداها إلى أهل البيت (ع) وما قاله السماوي في أرجوزته:
فقام في بناء ذاك الدائر * أويس بن حسن الجلائري واعتاض من أخشابه الرخاما * هياكلا منحوتة ضخاما مرصوفة على اعتدال سمت * في حسن شكل وبديع نحت رأيت منها قطعا رواقي * في جوف سرداب من الرواق وتم في خمس سنين تهيئه * في سنة الستين والسبع مئة وأدخل الشاه عباس (2) الأول إصلاحات كبيرة على هذه العمارة

(١) عنوان الشرف في وشي النجف (٢) جاء في هامش ماضي النجف وحاضرها ص ٣٥ ما يلي: - (لهذا السلطان آثار جليلة في النجف منها الأواوين التي عمرها وفقا للزائرين وكانت تعرف بالخيابان ومحلها جهتا السوق الكبير اليوم الممتد من الصحن الشريف إلى باب البلدة وقد شاهدنا آثارها عند هدم السوق قبل سنوات ولكن سلبتها الأيدي العادية وجعلتها ملكا لها كما سلبت غيرها من الآثار الموقوفة فإنا لله وإنا إليه راجعون. ومنها الآبار التي لم تزل حتى اليوم تضاف إليه. وخانات أعدها للزائرين يردد ذكرها النجفيون في المحافل والأندية ويعينها البعض وهي في محلة المشراق واليوم من أملاك بعض الأعيان والأشراف. ويقال إن قيسارية الخياطين المتصلة بالصحن الشريف من جهة الشرق جعلها مستشفى وخان دار الشفاء مطبخا وقيسارية الصاغة المتصلة به مراحيض ومخفر الحكومة القريب من الصحن مغسلا وهجرت هذه الأماكن بعد حين فاستولت عليها الحكومة والأهالي فإن قيسارية الخياطين بعد أن هجرت وصارت محلا للكناسة والقاذورات استأجرها الملا يوسف من الشيخ صاحب الجواهر " ره " مدة طويلة وعمرها وأصلح أواوينها وجعلها دكاكين والزم بعض أهل الحرف والصنائع بالجلوس بها كما حدثني بذلك الثقة السيد هادي حبوبي عن عمه السيد محمد عن جده السيد كاظم " أه‍
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»