مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦١ - الصفحة ١٩٠
عاشوراء والشعراء:
إضافة إلى هؤلاء الباحثين والمتابعين فإن الشعراء أيضا لعبوا دورهم وتركوا آثارهم في حفظ هذه الواقعة وبقائها حية في الوجدان الجماهيري، فصارت عاشوراء لا تحتاج الشعر إلا كزينة لها، ومظهر تتجلى به، ووتر يرنم أنشودة التضحية والفداء.
ولا غرو أن تثير عاشوراء - عند الشعراء - كوامن الإبداع وينابيع العطاء ليقفوا أمام جلالها وعظمتها وقفة تأمل، وبمرور الأيام تولد لنا تراثا أدبيا حسينيا خالدا قد ملأ فراغا طالما عانى منه العطاشى الذين جاؤوا في العصور التي تلت عصر الحسين (عليه السلام)، فلم يدركوا تلك المظلومية المنتصرة، فهم بمطالعتهم وتصفحهم صفحات هذا التراث الأدبي وعطائه الزاخر، يشعرون وكأنهم حاضري أرض كربلاء ويشاهدون بأم أعينهم تكاتف الإيمان على حدة، وتكاتف الكفر على حدة أخرى.
شعر الرثاء:
لم يكن هذا النوع من الشعر جديدا على الأدب العربي، فقد كان هذا الشعر تعبيرا عن عواطف الشاعر وأحاسيسه الحزينة حتى قبل واقعة كربلاء، فتارة يكون تجاه شخص معين، وتارة أخرى تجاه قضية معينة، وتارة ثالثة تجاه شئ ما يشعر الشاعر وكأنه يفقده أو يذهب عنه.
وبعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) تكيف شعر الرثاء باللون الدامع
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 187 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست