مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ٧٠
فقد وقع منهم الفرار من الزحف في مواطن كوقعة أحد وحنين، ولم يبق إلا ثلة من بني هاشم (1)! مع أن الفرار من الزحف من الكبائر السبع المغلظة!
وكذا ما أتاه الصحابة في صلح الحديبية - وفي مقدمتهم بعض المهاجرين - من الاعتراض على صلح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والنكير لذلك حتى إنهم أبوا أن يحلقوا رؤوسهم والإحلال من الإحرام، وأبدوا العصيان الجماعي حتى اضطر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أن يجدد أخذ البيعة منهم بعد ذلك بعدما ارعووا وعادوا واستوثق منهم المواثيق (2)!
وما أتاه عدة من الصحابة - من المهاجرين - من التخلف عن جيش أسامة الذي جهزه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لقتال الروم، مع أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد لعن من تخلف عن جيش أسامة، وقال: أنفذوا جيش أسامة (3)!
وقد نزلت الآية الكريمة - كما قيل -: * (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله) * (4) في اقتتال الأوس والخزرج بالأيدي والنعال والعصي (5).
وبعضهم رد على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما طلب دواة وكتابا يكتب فيه

(١) أنظر: تفسير الفخر الرازي ١٦ / ٢٢، تاريخ الطبري ٢ / ١٦٧ حوادث سنة ٨ ه‍.
(٢) أنظر: تاريخ الطبري ٢ / ١٢٢ حوادث سنة ٦ ه‍، البداية والنهاية ٤ / ١٣٦ حوادث سنة ٦ ه‍.
(٣) أنظر: الملل والنحل - للشهرستاني - ١ / ١٢، شرح نهج البلاغة ٦ / ٥٢، شرح المواقف ٨ / ٣٧٦.
(٤) سورة الحجرات ٤٩: 9.
(5) أنظر: تفسير الدر المنثور 7 / 560.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست