مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ٢٠٨
الباري عز وجل فيهم البينات والمعجزات الظاهرات، فما اختصت آية التطهير، وآية المودة، وآية المباهلة إلا بهم (عليهم السلام).
وخصوصا أدعية رابع الأئمة، سيد الساجدين وزين العابدين (عليه السلام)، فإنها قد ألمت بكل جوانب الحياة، فهي إضافة إلى تثبيتها الإيمان والسمو بالروح، فإنها تجلي الرين عن القلوب، وتزيل الهموم والغموم عن النفوس، وهي بلا مغالاة فوق كلام البشر، ودون القرآن الكريم ونهج البلاغة - كلام جده باب مدينة علم الرسول علي بن أبي طالب (عليه السلام) -.
وحقا قيل: إن الصحيفة السجادية زبور آل محمد وإنجيلهم (عليهم السلام) (1).
نعم، إن كل ما حوته صحيفته (عليه السلام) هو تعظيم وتقديس للباري وجلاله، وشكر لفضله وكرمه، وطلب التوفيق والهداية منه، والنجاة من عذابه، والتعوذ من الشيطان وإغوائه.
وبعبارة أخرى: إن كلمات هذه الصحيفة تحمل أنفاس الإمام الزكية، وتعكس روحه الصافية النقية، فهي ليست مجرد أدعية، بل إنها مدرسة المبدأ والعقيدة، والصبر والتضحية، والتسامح والرحمة.
وهذه أدعيته وأحرازه الشهيرة أضحت خير زاد يتقوى به على مواصلة الطريق المؤدي إلى مرضاة الله تعالى.
* * *

(١) أول من أطلق هذين الاسمين هو ابن شهرآشوب - المتوفى سنة ٥٨٨ ه‍ - في معالم العلماء: ١٢٥ و 131، في ترجمة متوكل بن عمير بن المتوكل، ويحيى بن علي بن محمد بن الحسين الرقي.
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 205 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست