مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٦٣
وأن النزاع مستفحل شديد قد وصل إلى استباحة الدم.
الأحاديث النافية للمسألة:
ثم إنه يكفي الباحث نظرة في كتاب الفتن من الصحاح لديهم، كي يصل إلى هذه النتيجة من لزوم التمحيص والفحص عن الطرف المحق - في الصحابة - من الطرف المبطل..
* فقد روى البخاري في الباب الأول من كتاب الفتن، عن أبي وائل، قال:
قال عبد الله: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا فرطكم على الحوض، وليرفعن معي رجال منكم، ثم ليختلجن دوني، فأقول: يا رب! أصحابي؟! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " (1).
فهذا دال على إحداث من بعض الصحابة بعده، وظاهر الحديث أن هؤلاء الصحابة ممن كانوا قد استمعوا خطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لاستعماله كاف الخطاب.
* وروى البخاري عن سهل بن سعد، أنه قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب منه لم يظمأ أبدا، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم "، وزاد أبو سعيد الخدري: " فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك! فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي " (2).

(١) صحيح البخاري ٨ / ٢١٤ ح ١٥٧، وانظر: فتح الباري ١١ / ٥٦٦ ح ٦٥٧٦.
(٢) صحيح البخاري ٨ / ٢١٦ ح ١٦٤، وانظر: فتح الباري ١١ / 567 ح 6583.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست