وينقل جثمانه إلى مشهد الإمام الحسين (عليه السلام) أو مشهد أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام).
والنقل إلى مشهد الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) يمكن أن يكون أيضا شاهدا على ذلك، وإن كان في ذلك نوع تأمل، للقرب من بغداد أولا، وللاحترام الخاص الذي كان يكنه أبناء العامة في القرن السابع لمشهد الكاظمين، فكانوا يدفنون موتاهم عنده، وعليه: فإذا لم يكن هناك شاهد آخر سوى دفنه في مشهد الكاظمين - وعلى حد تعبير المؤرخين مشهد باب التبن - فلا يمكن وصفه بالتشيع بسهولة.
والنماذج من هذا القبيل موجودة في كتاب السيد الأستاذ (رحمه الله) (1)، قيل في ترجمة الوزير علي بن علي البخاري (ت 593): إنه دفن في مشهد الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، وفي الوقت ذاته جاء في ترجمته أنه تفقه على مذهب الشافعي (2).
وعلى أي حال، فإن نقل الجثمان والاعتقاد بالتبرك بالدفن في مشاهد الأئمة (عليهم السلام)، يعد من الشواهد التي تفيد التشيع، وقد عد السيد الأستاذ (رحمه الله) - مع العناية بهذا الأمر - كثيرا من العلماء الذين نقلوا إلى المشاهد المشرفة من الشيعة.
فحكى في ترجمة علي بن نصر الحلي (ت 615): توفي... وحمل من الغد إلى الكوفة، فدفن هناك.
ثم علق قائلا: مرادهم من الكوفة في أمثال المقام هو النجف...