مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٥ - الصفحة ١٦٥
كما إن اتهام شخص ما بتشيعه - الوارد في الكثير من مصادر التراجم التي نقل عنها السيد الأستاذ (رحمه الله) - يكفي في عده شيعيا.
وإذا كان الاتهام بالتشيع في القرن الثالث - بل وحتى في النصف الأول من القرن الرابع - غير مقترن بكلمة الرفض، فهو ناظر إلى المحدثين المتشيعين الذين لم يعترفوا بعثمان، أو - على الأقل - يرون أن عليا (عليه السلام) مقدم عليه.
قال العماد الكاتب في سعد بن أحمد النيلي: كان مغاليا في التشيع، متحليا بالورع، عاليا في الأدب، معلما في المذهب، مقدما في التعصب.
كما أضاف أيضا بأن له شعرا، أكثره مدح في أهل البيت (عليهم السلام) (1).
2 - النسب العلوي:
يمكن القول بأن ما من علوي بارز ذكره ابن الفوطي أو الصفدي في مصنفيهما إلا وذكره الأستاذ (رحمه الله) في هذا الكتاب بعنوان أنه أحد كبار الشيعة.
ولقد اشتهر العلويون - إلى حد ما - بانتمائهم إلى مذهب التشيع في القرون السالفة، لا سيما في القرنين السادس والسابع، والتصور الذي كان سائدا عند علماء الإمامية هو أن العلويين إن لم يكونوا كلهم فأكثرهم من الشيعة، وليسوا من أبناء العامة.
قال عبد الجليل القزويني - الذي كان من أعلام القرن السادس -:
قيل: إن علويا سنيا، وآخر شيعيا طلبا إذن الدخول على السلطان مسعود السلجوقي، فقال: الاتحاد (2) شرطي في القبول، والعلوي السني منافق ذو

(1) خريدة القصر 1 / 203، معجم أعلام الشيعة: 224.
(2) أي: الاتحاد في النسب والمذهب.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست