مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ١١٦
حضارات عريقة يحملون معهم أخبار الديانات والمغيبات، وأنهم أصحاب كتب ومدونات، فكانوا ينظرون إليهم نظر التلميذ إلى معلمه، ويعدوهم مصدر الثقافة الدينية والعملية، فما عرض الإسلام على قبيلة أو عشيرة منهم إلا وهرعوا إلى مناطق اليهود يستفتونهم في قبول هذا الأمر أو رده.
1 - ومما جاء في هذا الأمر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا قبيلة كندة إلى الإسلام، فأبوا قبوله، فأخبرهم شخص أنه سمع من اليهود أنهم قالوا: إنه سوف يظهر نبي من الحرم قد أظل زمانه (1). وهذا الخبر دعاهم للتثبيت أكثر في الأمر، ثم قبوله.
2 - نجد قبيلة بكاملها تذهب إلى يهود فدك لتسألها عن قبول الإسلام أو رده (2).
جاء في الإصابة: أن وفد الحيرة وكعب بن عدي أسلما على يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولما توفي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ارتابوا إلا كعبا فإنه استدل على إسلامه بقوله: إني خرجت أريد المدينة فمررت براهب كنا لا نقطع أمرا دونه... (3) 4 - نقل ابن عباس عن حي من الأنصار كانوا أهل وثن، أنهم كانوا يرون لليهود المجاورين لهم فضلا عليهم في العلم، وكانوا يقتدون بكثير من فعلهم (4).
إلى غير ذلك في النصوص الدالة على اعتقاد عرب شبه الجزيرة قبل الإسلام باليهود. وأنهم أهل الفضل والعلم وممن يرجع إليهم في أمر الحياة

(١) دلائل النبوة - لأبي نعيم -: ١١٣.
(٢) البداية والنهاية ٣ / ١٤٥، دلائل النبوة - لأبي نعيم -: ١٠٢.
(٣) الإصابة ٣ / 298.
(4) الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير: 109.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست